بيــــــــان/ في ذكرى احتلال العراق 9 – 4 – 2003

لم يكن الشعب العراقي ليتصور ما يحدث
وهو يرى سقوط أعتا دكتاتورية على وجه الأرض ما بين الفترة الممتدة العشرين
من آذار ولغاية التاسع من نيسان عام 2003 . كان هذا التاريخ ووفق ما
يتصوره الشعب بداية مرحلة جديدة من البناء والتطور والحرية واحترام إنسانية
الإنسان , ولم يكن الشعب العراقي على موعد مع القوات التي جاءت بدون غطاء
أممي تحت ذريعة تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل ومدعية تحرير العراق
لتكون قوات محتلة على لسان حاكمها المدني الخبير في الإرهاب لا الأعمار بول
بريمر وأيامه سيئة الصيت , ولم يكن الشعب المسكين الذي عانى الويلات من
قصف بالأسلحة الكيماوية والمقابر الجماعة وبضوء اخضر من أسياده ومسانديه
على موعد مع الأخطاء الجسيمة والقرارات غير المدروسة لتفكيك مؤسساته و نشر
الفوضى الخلاقة التي أكلت الأخضر واليابس , وهكذا كان العراق وشعبة ضحية
الاحتلال وسياسته الهوجاء التي لم تجلب إلا الدمار والعزف على وتر
الطائفية المقيت وحقوق الأقليات في خطة لتقسيم العراق لدويلات صغيرة أو
كيانات حاكمة على أساس الطائفية السياسية , ولم يفلح مخططها هذا بفضل تكاتف
قوى الشعب تحت راية المشروع الوطني الذي يردده السياسيون من حيث المبدأ
وعمل به الشعب من حيث الخلاص من تنظيمات الإرهاب وسياسية التفرقة بين القوى
السياسية لتوحيد وبناء العراق تحت راية الله اكبر ؟ فإذا كانت أمريكا
صادقة فيما تدعيه من تقديم الحرية للعراقيين لماذا احتضنت النظام ألصدامي
عام 1991 ؟ خاصة أن حكومة النظام السابق منهارة تماما في ظل تنامي الفكر
الشعبي من الناحية الدينية العقائدية ومن ناحية التطور الفكري والسياسي ,
ولماذا لم تعطي أمريكا دورا للمعارضة والشعب من إسقاط نظام اعتلاه المرض
ونخر جسده الفساد وأصرت على الحضور بكل أساطيلها لأرض المقدسات لإسقاط
نظامه العفلقي الذي ما كان ليبقى لولا مباركة أمريكا وأعوانها . أذن عامل
الهيمنة الأمريكية لا زال حاضرا في فكر المحافظين الجدد والسيطرة على منابع
الطاقة المتمثل بالبترول إضافة إلى موقع العراقي الجغرافي . وبعد كل ما
تقدم وبانتهاء ثمان سنوات عجاف على العملية السياسية التي تحتاج إلى الكثير
من الإخلاص . تم توقيع الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية كما تسمى بين بغداد
وواشنطن والتي تضمن في ظاهرها جلاء القوات الأمريكية من العراق والاحتفاظ ب
5000 جندي لحماية السفارة الأمريكية الأكبر في العالم ( 3600 موظف )
القابل للزيادة طبعا على لسان جيمس جيفري السفير الأمريكي في العراق هذه
الاتفاقية التي يجب تطبيق بنودها بضغط شعبي وسياسي وشعبي ونخبوي لكي يستقيم
الأمر للشعب . إننا إذ نتذكر هذا التأريخ المؤلم على شعبنا ننظر بعين
التفاؤل إلى مستقبل العراق الموحد لبناء زاخر بالإرث الحضاري والكفاءات
الخلاقة والنخب الجيدة لتمارس دورها الفاعل في أخراج القوات الأمريكية
والالتفات إلى مصالح الشعب العراقي ولنردد جميعا تزامنا مع شرارة الثورات
العربية( الشعب يريد خروج الاحتلال ) . من الله التوفيق .

حزب المحافظين الأمناء العراقي

في التاسع من نيسان عام إلفين واحد عشر

يسلمووو الموضوع رائع