سمر العراقيه عضو مرفع لفرقه الاشراف
عدد المساهمات : 45 نقاط : 111 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/05/2011
| موضوع: تعالو نتعرف على قهوة عزاوي مع الجواهري - الخميس يناير 26, 2012 10:32 pm | |
| [size=25]في هذا الموضوع يتحدث الجوارهري الشاعر العراقي القدير عن كهوة عزاوي والذكريات الجميله ويصف لنا كيف كانت الكهوه ان ذاك وياخذنا بحديثه الى عالم جميل ووقت اجمل في العراق في كهوة عزاويالــــجــــــواهــــــــــري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عن كتاب (في رحاب الجواهري) لمؤلفه (صباح المندلاوي). أحب أن انوه هنا ان الكتاب عبارة عن حوار بين المؤلف والشاعر (الجواهري) جرى الحديث التالي:
لمقهى حسن عجمي في بغداد نكهة متميزة، تختلط بسحر واصالة المكان وعراقته، وبذكريات الادباء والمثقفين الذين كانوا يترددون عليه كأنه أحد المنتديات الثقافية. سألت الجواهري عما بقي في ذاكرته من ذلك المقهى. سحب نفسا عميقا من سيكارته وكأنه بذلك راح يستحضر اجواء المقهى والوجوه التي كان يلتقيها قال: يعد هذا المقهى واحدا من اشهر مقاهي شارع الرشيد – مقابل الحيدرخانة ببغداد. كان ملتقى لطلائع بغداد، تتردد عليه خيرة اعلام بغداد من امثال عبد الوهاب مرجان الذي اصبح وزيرا، وعبود الشالجي، محام كبير، له مكتبة علمية وابية كبيرة ومتميزة آنذاك، وعزالدين النقيب، ويونس السبعاوي، وابن ظاهر، وصادق كمونة، ومحامون كبار اعلام بغداد كانوا يجتمعون في هذا المقهى، كانوا يترقبون مجيئي، وعند وصولي، كان الصمت يسود لتتواصل بعد قليل الاحاديث والطرائف والنقاشات السياسية والادبية. جماعة البلاط كانوا لا يترددون على هذا المقهى - انهم رسميون كان المقهى مفروشا بالسجاد الاصلي (كاشان)، تسطع في ارجاءه (السماورات) و (القواري)، وكان ذلك يعكس ذوقا رفيعا ومن باب الذوق الرفيع واعتزازهم بي كانوا يجلبون لي القهوة التي كتبت على (كشوتها : وجهها) كلمة الجواهري بخط انيق وجميل (حرامات الواحد يشربه). كان لديهم ابريق خاص لذلك ثمن استكان الشاي عانه واحدة وكذلك القهوة، (القنفات) كلها كانت مغطاة بالسجاد وعلى الجدران ايضا سجاجيد صاحب المقهى حسن عجمي، متوسط الطول، اسمر اللون، مقبول، عربيته جيدة، ويعمل في تجارة السجاد التي كانت في حينه تجارة مربحة بدأ ترددي على هذا المقهى منذ اعوام 1926/1927/1928 واستمر حتى عندما اصبحت عضوا في المجلس النيابي عام 1947/1948
امضيت اياما جميلة في هذا المقهى مع الخلان والاصحاب والاحباب، وكم من القصائد الجميلة نظمتها في هذا المكان؟! قصيدة (المقصورة) بدأت بكتابتها في هذا المقهى ، واكملتها في البيت على نهر دجلة لم اشر بما فيه الكفاية الى هذا المقهى في الجزء الاول من ذكرياتي، بينما كان صاحب المقهى يكره الضجيج والضوضاء حدث ذات مرة ان اثنين وهما يلعبان (الطاولي) تشاجرا فما كان من حسن عجمي الا ان جاء اليهما وحذرهما، وعلى اثر ذلك منع اللعبة على رغم ما كانت تدر عليه من ارباح من ابرز (صناع) المقهى –شفتلو- كان مضرب المثل في بغداد كلها، وشفتالو بالفارسية تعني الخوخ –المعنجرة- كان هذا قزما، يذهب كل ليلة جمعة الى كربلاء مشيا ويرجع مشيا ايضا فوق المقهى كانت تتربع المسافر خانه، وفيها غرفات قليلة (اوتيل صغير). كان حسن عجمي يجلس بجوار الخزانة الحديد على ما اتذكر. كانت اجرة الفندق (روبيه) واحدة او (روبيتين) والتي تعادل الان على وجه التقريب ربع دولار. مرات نزلت في هذا الفندق حينما يسافر اهلي الى النجف. ورأيت ان (صناع) المقهى نهارا هم ممن يعملون في الفندق ليلا المؤسف ان المقهى خرب بعد وفاة حسن عجمي. كان (ابو فلح) يهتم به كثيرا، حتى لو كلفه ذلك الكثير من المال. اذ كان اشبه بالديوانية، ديوانيته كان يجلس كالملوك على كرسي وثير، ليس من اجل فلوس يحصل عليها مني او من غيري، انما لكي يزهو ويتسلى ايضا. ولهذا كان يعتني به كثيرا، يهتم بديكوراته ... سماورات هنا وهناك.. (ناركيلات) ... سجاجيد. والشغيلة لديه من المخلصين. والظاهر انه لم يكن متزوجا. كل صباح ينزل من الفندق (كاشخا) ويجلس في صدر المقهى. اظن انه توفي في اوائل الخمسينات المؤسف ان هذا المقهى لم ينل نصيبه الكافي (كتاية) من الكتاب والادباء والشعراء الذين ترددوا عليه وامضوا فيه ردحا من الزمن معروف الرصافي كان يجلس في الجانب المقابل في مقهى عارف اغا، وهو ايضا من المقاهي التاريخية. وهناك مقهى الزهاوي، ومقهى خليل في الساحة التي يتوسطها الان تمثال الرصافي.
عزاوي والاعيان
وفي الثلاثينيات والاربعينيات كانت (كهوة عزاوي) واحدة من اشهر مقاهي بغداد، حيث الرقص والطرب وحيث يرتادها اعيان المجتمع عن هذا الملتقى سألت الجواهري ذات ليلة: س: ماذا عن (كهوة عزاوي) هل كانت مقهى او مرقصا؟! ج: أجل أجل. انها كانت تجلب اجمل ما في الدنيا، انظر الى المفارقات، مقهى شعبي وراقصات ومطربات..الم تسمع ببديعة عطش، تلك التي اشعلت فتنة في بغداد، وتلك التي قلت فيها شعرا؟! كنا نحن طلائع الشباب نجلس في (المقصورة) فوق (وينة وينة المستنكى) صاحب المقهى كان يدفه بهذا الاتجاه ويشجع على استقطاب الوجوه المعروفة والشخصيات المرموقة اما بقية الزبائن فكانو من ذوي (العكل اللف القديمة) ومن ذوي (الشوارب) وممن يدخنون الناركيلات. كان الجو يبعث على الهيبة. في تلك المقصورة نظمت قصيدتي (بديعة عطش)
[/size] | |
|